الفن وقضايا المجتمع
الفنان جزء من المجتمع يتفاعل مع أحداثه؛ ولذا كان لا بد أن تلقي الأحداث الجارية بظلالها على أعمال هشام الجلاد الفنية، وكان ذلك واضحا في أعماله؛ فبعد الأحداث التي شهدتها محافظة الإسكندرية، وسببت توتر العلاقة بين المسلمين والأقباط خرج الجلاد بعمل فني يظهر فيه المسجد بجوار الكنيسة ويضمهما اسم "مصر" كتعبير عما يجب أن تكون عليه تلك العلاقة.
وفي المناسبات الدينية حاول الجلاد أن يتعامل مع رموز تلك المناسبات بفنه أيضا فأبدع في رمضان الماضي عملا يظهر فيه الهلال والفانوس جنبا إلى جنب.
وكانت آخر أعماله في هذا الإطار ما نفذه بمناسبة استضافة مصر لكأس الأمم الإفريقية فرسم تميمة كأس الأمم، وفي عمل آخر شكل قارة إفريقيا على هيئة رأس إنسان تعلوه كرة تحمل اسم مصر.
علاقة لا تنتهي
وإذا كان علاقة الفنان التشكيلي تنتهي بعمله الفني عندما ينتهي من إبداعه فإن علاقة هشام بالعمل لا تنتهي بمجرد الانتهاء منه، وهذا يشكل إحدى أهم صعوبات هذا الفن؛ فالجلاد يتعامل مع كائن حي ينمو باستمرار ويحتاج إلى رعاية دائمة، فالعمل لا ينتهي، وكل تشكيل من هذه الأشجار يحتاج إلى تنسيق مستمر ما دامت هذه الشجرة حية، فهو إذن يشكل العمل ويربيه ويتولاه بالرعاية.
ولذلك من الطبيعي أن تمر على بعض شوارع مدينة نصر -القريبة من القاهرة- التي تحوي أغلب أعماله لتجده فوق سلم ممسكا بمقصه يهذب عمله الفني، وكأنه أب يحنو على طفله.