الاطفال والدفء في يوم الكرامة!
ليس هناك فرح اكثر من رؤية مرح اطفالنا في يوم غوري دافئ حول النصب التذكاري لشهداء معركة الكرامة. فاجواء الغور، وخضرته اليانعة، ويوم العطلة ووجود بعض آليات الجيش العربي، هي بحد ذاتها مهرجان لجماليات الاردن، ومعنى الوطن.. في قراءة اسماء الشهداء على الرخام الاسود.. اولئك الذين سقطوا، في مثل هذه الايام، على الثرى الطهور دفاعاً عن الوطن وفداء لكرامة اهلهم.. ولمستقبل هؤلاء الاطفال، وهنائهم، وسلامهم واستقرار بلدهم!!.
.. الاطفال، ونحن الذين كنا نرصد ساعات المعركة ونشهد الملحمة الاسطورية، هم رمز الكرامة في تجلياتها العظيمة. اما الذين حولوا الوطن الى بقرة حلوب استحلوا نهبه، او الذين حولوه الى ساحة للهياج والمتاجرة.. فهم ابعد الناس عن فهم معركة الكرامة ومدلولاتها، ورمزيتها السحرية. فقد خرج الاردن من كارثة حزيران بحال لا يسر صديقاً، ولا يشمت عدواً. بجيش دون سلاح يذكر، وبنصف عدده. وكان المزاودون يركبون موجة الملهاة التي تبعث المأساة لتغطي عليها، ولتسمح بكل الذين ساهموا في خلق العجز العربي ان يهربوا بأنظمتهم الثورية، وبانتصاراتهم الوهمية. وكان على جيشنا ان يخوض معركة لم يكن مستعداً لها.. ولذلك قاتل كاشرس ما يكون القتال، ويكلف المعتدي الصهيوني من الخسائر ثلاثة اضعاف ما خسره فيما يسمى بحرب الايام الستة، وغادر ارض الاردن وهو يلعق جراحه.. فقد جاء السفير الاميركي الى رئاسة الوزراء عند العصر يطلب وقف اطلاق النار، ووقف العمليات القتالية.. ورفض رحمه الله الملك الحسين هذه الخدعة: لا وقف لاطلاق النار حتى يكون الجيش الاسرائيلي غرب النهر.. وكان له ذلك!! فقد كانت الهدنات التي تلاحقت منذ عام 1948، وكان وقف اطلاق النار والامتناع عن العمليات العسكرية هو المخدر للمراحل التي تلي. ولتكريس الاحتلال العسكري لأرض فلسطين ثم ارض الجولان وسيناء وجنوب لبنان!!.
.. الكرامة، اعادت للأردن روحه الحقيقية التي كاد الكذب والاستغفال والشعارات الزائفة ان يطمسها، فلم يكن من تقاليد العسكرية الاردنية ان تتراجع، او ان تنكفئ او ان تستبدل الانتصار الحقيقي بانتصار موهوم!!.
لقد استعدنا في الكرامة أنفسنا. ولذلك كان من الصعب كسر شوكتنا في الايام التي تبعت. وما تزال الشوكة حتى الآن عصية على الطامعين، وقوى الشر
كل عام و انتم بخير بمناسبة حلول عيد الفطر
|