![]() |
|
التسجيل | قوانين المنتدى | استرجاع كلمة المرور | قائمة الأعضاء | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
الواحة الإسلامية كل ما يخص الدين الإسلامي |
|
|
أدوات الموضوع |
![]() |
#1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
![]() الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على إمام الصابرين وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
فقد قال الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (البقرة:155) . ويلاحظ أن قبل هذه الآية آيةً أخرى، فيها الأمر بالصبر يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة:153) . ثم بعد أن بين الله عز وجل أن من يقتل في سبيله ليس يميت كغيره من الأموات ، إنما له حياة برزخية تخصه . أقسم ربنا تبارك وتعالى أنه يبتلي عباده بهذا الأمور {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ اللام هنا مؤطة لقسم محذوف؛ أي والله لنبلونكم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ . إن هذه الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان ،وهذا الابتلاء، وهذا الامتحان يكون بالنعم، كما يكون أيضاً بالمصائب والنقم، قال الله عز وجل : وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (الأنبياء: من الآية35) . وقال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (الملك: من الآية2). فالحياة الدنيا كلها بما فيها من نعم ومن خيرات ومن أموال، وبما فيها أيضاً من مصائب ومحن وشدائد وآلام ، كلها ابتلاء من الله تبارك وتعالى لينظر أيطيعه عباده، ويعملون بمقتضى أمره ونهيه، أم يتبعون الشيطان والأهواء، وكل الناس له نصيب من هذا الابتلاء . لا بد أن يبتلي الإنسان في هذه الحياة الدنيا، قلّ هذا الابتلاء أم كثر، حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بل جاء في الحديث الصحيح عن رسول الله- – (( أن الأنبياء هم أشد الناس بلاءاً )) [1] .. هذا الابتلاء له حكم عظمى، ومن أهم هذه الحكم : 1- إظهار من يطيع الله عز وجل من يعصيه فإذا أصيب الإنسان بابتلاء أو مصيبة ، فهل يتسخط على المقدور؟ هل يجزع ؟ أم يطيع الله عز وجل ويصبر، ويرجو الثواب ، يحتسب المصاب؟ وإذا أنعم الله على الإنسان بالمال والبنين، فهل يشكر الله ويستعملها في طاعته سبحانه وتعالى أم أنه يعصي الله ويستعملها في معصيته وما يغضبه ؟ إذن كل إنسان له نصيب من هذا الابتلاء، فيظهر الطائعون، ويظهر العاصون . 2- ابتلاء المؤمنين يكفر عنهم السيئات ، ويحط عنهم الخطيئات، قال : ((ما يصيب المؤمن من بلاء ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)) [2] متفق على صحته . إذاً كل شيء مما ذكر يحط من ذنوب المؤمن، حتى وإن كان مجرد هم أو غمٍّ يدخل في قلبه، ولا يطلع عليه الناس، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من يرد الله به خيراً يصب منه)) [3] رواه البخاري . ومعنى يصب منه أي : يبتليه بشيء، فإذا أراد الله بعبده خيراً أصابه ببعض المصائب والابتلاءات، فتكون تكفيراً للسيئات، حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة . 3- كما إن في الإبتلاءات تطهير النفوس ، وتزكيتها، وكشف حقائقها . قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى : والمقصود أن المصيبة كير العبد يسكبه، فإما أن يخرج ذهباً أحمر، وإما أن يخرج خبثاً، كما قيل : سبكناه ونحسبه له لجينا *** فأبدى الكير عن خبث الحديد قال رحمه الله : فإن لم ينفعه هذا الكير في الدنيا، فبين يديه الكير الأعظم، ويقصد يوم القيامة، فإذا علم العبد أن إدخاله كير الدنيا ومسبكها خير له من هذا الكير والمسبك، وأنه لا بد له من أحد الكيرين، علم قدر نعمة الله عليه . 4- ابتلاء المؤمنين تحذيرهم من الركون إلى الدنيا ، فلو استمرت النفوس على حال وحدة لغرقت في شهوات الدنيا وملذاتها، ودخلها الكبر والعجب والفخر والخيلاء، وغير ذلك من أمراض النفوس، من التعالي على الناس، وغبطهم حقهم، والتجبر في الأرض، والطغيان على خلق الله، فالمصائب والابتلاءات إيقاظ لها وتذكير بالمصير والنهاية . وهذه الدار لا تبقى على أحد *** ولا يدوم على حال لها شأن فإذا علم العبد بذلك وتيقن تأهب للآخرة، واستعد للانتقال إلى دار القرار: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) [4] . كما أوصى به رسول الله عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. 5- الابتلاء تطهير للصف المؤمن من الأدعياء والمنافقين ، الذين يهربون من الابتلاءات، ولا يتحملونها في سبيل الله تبارك وتعالى . بسم الله الرحمن الرحيم : آلم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (العنكبوت:1- 3) . أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (البقرة:214) 6- إنَّ في الابتلاءات والمحن والشدائد تربية المؤمنين أجمعين ، وإعدادهم لتحمل أعباء هذه الدعوة المباركة دعوة الإسلام ، ولتحمل مشاق نشر هذا الدين، وإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى وتقدس لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (آل عمران:186) . 7- كما أن في الابتلاءات والمحن والشدائد، أن يظهر الطاغوت ويتبين الظلم ، فيمقته الناس، وترفضه نفوسهم، وينحاز الوسطيون إلى المظلوم، لأنَّ الحق يظهر لهم عياناً لا يحول بينهم وبينه حائل . 8- كما أن في الابتلاءات والمحن والشدائد الرجوع إلى الله تبارك وتعالى ، والتوبة إليه سبحانه والتعلق به، وصدق التوكل عليه، وعدم التعلق بالأسباب، نفعل الأسباب ولكن لا نتعلق بها، فإذا تعلقت القلوب بالواحد القهار، بالعلي القدير جل وعلا ، حين ذاك يأتي الفرج من الله ، ويأتي النصر السريع لعباد الله المؤمنين ![]()
|
![]()
|
|